18 - 06 - 2024

مدينتي الفاضلة| بيزنس "في النور" لتسويق الجلد والسقط

مدينتي الفاضلة| بيزنس

نيابة عن الدولة رئيسا وحكومة، انفردت مذيعة " في النور"- قناة ctv  الدينية - يوم 5/1/2023 ، "بإعلان"  ضيفي برنامجها- محاميا رابطة المستاجرين- أنه لا تعديل لقانون الايجارات القديمة السكني!! فيما بدا من حماسها ومن استضافة واحد فقط من طرفي نزاع محتدم، أنه إعلان مدفوع كاش لاتملك رفض تقديمه!! الكل ترقب ردا من الحكومة، لكن صمتها بدا تأييدا!! وكأن القناة الدينية أزاحت هما ثقيلا عن كاهل الحكومة!! وحتى الجهات الرقابية النشطة غضت البصر!!

 بعد حوالي اسبوعين - 18/1– ظهر على الفيس بوك إعلان عن أكاديمية لتأجير البرامج التليفزيونية!! واليكم نصه الركيك " اللى محتاج يطلع ضيف في برامج تليفزيونية، يتكلم فيها عن أي موضوع يتواصل معنا على الرقم التالي.... احنا أكاديمية توفر لك البرنامج اللى تحبه، والإعداد والإخراج والمونتاج وكل حاجة والقناة اللى بتختاروها.. بس بنظام الانتاج المشترك، يعني انتوا بتدفعوا حق الهوا بس، واحنا عالينا الباقي، اللى تمام يبعتلي خاص واتس".

 وهكذا اتسعت سماوات بيزنس الاعلان لتشمل الإتجار بالمظالم!! لأن الدولة سبق وأعلنت ضرورة تحرير العقود القديمة، عشمت المٌلاك وهددت أمان السكان، ثم انشغلت بتسويق أملاكها بالمدن الجديدة وكأنه الهدف المنشود من الوعد!! فاتحة أبواب حوار مجتمعي لا جدوي منه الا التسويف والإنهاك!! ملايين ملاك صبروا ملتمسين الأعذار، لكن واثقين من وعود رئيس الجمهورية.. طال المطال حتى أضحي الحوار تنافرا واشتباكا، أثمر انتهازية وسعار المعلنين ومحاميي تحت السلم لاستثمار يأس الملاك لحلب الطرفين!! الخطير هو ضرب مصداقية الإعلام، وانحراف رسالته الوطنية، واستبدال الرقيب بمأمور الضرائب!!

المرفوض، هو خرق قناة ctv لميثاق الشرف الاعلامي، باستضافة أحد طرفي نزاع منفردا، مشيعا اليأس من العدالة.. ويٌضاعف الجرم، استغلال ثقة المشاهد في مصداقية قناة دينية، دعمها مالكها ثروت باسيلي، بذكاء استثمار صوت البابا شنوده "ربنا موجود" عنوانا لقناة، أطلقها عام 96 متعهدا بعرض أصالة وجوهر العقيدة المسيحية، حاصدا دعم وتبرعات المسيحيين ثقة وطاعة للبابا.

توفي المالك ليرثها أبناؤه المستقرون في قائمة المئة الأثرياء في العالم، ويضمونها إلى استثماراتهم الدنيوية الربحية، كتجارة الأدوية والمنتجات الورقية.. ونقلت ديارهم إلى رفاهية الرأسمالية المتوحشة، لأن إشباع الحضارة الدينية فلسفي، رصيده خارج البنوك!!

ضيفا برنامج "في نور البيزنس" محمد عبد العال، وأيمن عصام، مستشاران لرابطة المستأجرين - كما أعلنا - استحوذا على زمن البرنامج! وأسهبا في دعم وتفنيد قطعهما باستحالة تغيير قانون السكنى، وأعلنا إغلاق الملف بعد أول جلسة للجنة المكلفة من رئيس الحكومة، لعدم الدستورية!! وانتهيا ببلاغ امني ضد رجل الأعمال الوطني، واتهامه بفتنة تحريك ثورة قدامى الملاك، لاحتياجه استثمار ثروة عقارية بوسط البلد اشتراها إيجار قديم بسعر بخس ولزم طرد سكانها!! انتهت الحلقة بتأكيدهما مأزق الحكومة في استحالة تنفيذ ما أقرته من تعديل الاعتباري والتجاري مؤخرا.. وختما بالثمالة، مطالبة الدولة بإلغاء بند الـ 15% زيادة إيجار سنوية رحمة بالتٌجار!! أو إلزامها تعويضهم.. اسبوعان وظهرت "أكاديمية وسطاء تأجير قنوات تليفزيونية".. حد شامم حاجة!!

 انحرفت القناة الدينية عن سمو التوعية الوطنية، فسقطت فيما توالي بثه من وصايا يسوع المسيح " المال أصل لكل الشرور".

وأقول، أن خداع البسطاء بإعلام ديني إعلاني هو تجارة بالدين تخالف ميثاق الشرف الاعلامي.. مٌنفرا للشباب دافعا للتطرف والالحاد.. برنامج "في النور" أشاع ظلمة التشكيك في مصداقية وعود الدولة برفع الظلم ورد الحق.. وتحفيز المُلاك على هدم المعبد، والمستأجرين على التنمر، والمحامين على التلون..  وربنا على الهروب من ctv!! وعلى الدولة اعلان النوايا.
-----------------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!





اعلان